آخر الأخبار

بحضور مجموعة من الوزراء والقادة والمفكرين العرب مجموعة ديار تطلق من بيروت وثيقة "من النيل الى الفرات: نداء العقيدة والمواطنة"

بدعوة من مجموعة ديار ومقرها بيت لحم فلسطين، وبحضور مجموعة مميزة من الوزراء والنواب والاكاديميين والقادة المسيحيين والمسلمين من مصر وسوريا، من لبنان والاردن وفلسطين أطلقت مجموعة ديار وثيقة من النيل الى الفرات نداء العقيدة والمواطنة والتي كانت قد عملت ديارعليها مع مجموعة من المختصين لتعبر عن الواقع الاليم الذي يعيشه شرقنا العربي، ولتضع رؤياها للمستقبل المنشود الذي يقوم على اساس المواطنة.
وقد افتتح القس د. متري الراهب هذا المؤتمر في فندق لانشستر تمار في بيروت منوهاً الى اهمية هذه الوثيقة والتي تتميز بتحليل علمي للتحديات التي تواجه المنطقة بعيداً عن العواطف المتأججة من جهة أو منطق الخوف والقلق من جهة أخرى. وقال الدكتور الراهب ان هذه الوثيقة انما تندرج فيما يسمى لاهوت الشأن العام حيث تشكل هذه الوثيقة التجربة الشرق اوسطية الاولى.
ولقد لخص القس د.متري الراهب أهمية هذه الوثيقة كونها وضعت الاساس لملتقى اكاديمي شرق اوسطي يجمع العلماء من مختلف دول الشرق الاوسط ليفكروا وليخططوا وليعملوا معاً.


من جهة أخرى رحب الدكتور محمد السماك الامين العام للجنة الحوار الاسلامي المسيحي بهذه الوثيقة الهامة والتي اعتبرها بمثابة وثيقة كايروس للشرق الاوسط. أما الوزير اللبناني قرداحي فقد أثنى على جهود مجموعة ديار الدؤوبة في نشر ثقافة الحياة والمواطنة والمشاركة الاجتماعية. أما الوزير علي خشان فقد اعرب عن قناعته بان تتمخض عن هذه الوثيقة العديد من المشاريع العملية لتعزيز مفاهيم الديمقراطية والمواطنة في العالم العربي.
وقد لخصت الوثيقة التحديات العشر الاهم التي تواجه شرقنا العربي. فمن علاقة مختلة بين الدين والدولة الى غياب دولة القانون مما يسمح بالتسلط السياسي من جهة والديني من جهة أخرى، الى مشاكل في الدساتير العربية التي ما زالت تعاني من تجاذبات وتناقضات وضعف الآليات في التفسير والتنفيذ وبعدها عن العدالة الدستورية المنشودة.
كما تطرقت الوثيقة الى تركيز معظم الدول العربية على أمن النظام بدلاً من أمن المواطن، أمنه الشخصي والجسدي والنفسي والغذائي وحقه في التعليم والعمل وفي التحرر من الخوف ومن الفاقة معاً، حتى وصلنا الى حالنا هذا الذي لم يعد هناك أمن لا للنظام ولا للفرد.
أما القضية الرابعة التي عالجتها الوثيقة فهي ادارة وتنمية الموارد البشرية والطبيعية، وخلصت الى أنه مع غياب المهارات اللازمة لادارة هذه الموارد، ينقلب الغنى الى فقر، فتهدر طاقات المنطقة وتنهب مواردها وتهدم آثارها وتهجر أدمغتها ويصير العيش فيها مراً و يصبح الانسان اما غريباً في داره أو لاجئاً مهجراً.
ومن ثم تطرقت الوثيقة الى وضع المرأة في المجتمعات الشرق اوسطية والتي ما زالت تعاني من عدم المساواة في معظم الحقوق والواجبات، وبينت أنه وبالرغم من تحقيق بعض المكاسب مع حركة النهضة العربية في مجال التعليم، الا أن معظم الدول ما زالت لا تلتزم بالمعايير العالمية المعترف بها لحماية حقوق المرأة.
أمام موضوع الشباب فيشكل تحدياً كبيراً في مجتمعات فتية يكوّن الشباب فيها أكثر من نصف التعداد السكاني، وحيث ينقصهم التأهيل الأكاديمي العلمي والمهني المناسب للإنخراط في بناء الإقتصاد والأوطان مما يجعل من البطالة مشكلة مزمنة وحيث يشكل تحدي العولمة والهوية الدينية ومجتمع الاستهلاك تحديات حقيقية للشباب العربي المعاصر.
ومن ثم تطرقت الوثيقة الى تحدي كرامة الانسان وجودة العيش وشددت على الاعلان العالمي لحقوق الانسان وميثاق الامم المتحدة والتي تؤكد على حقوق الانسان الاساسية وكرامته المتأصلة كي يحظى بالحرية على اساس المواطنة الكاملة وجودة العيش.
أما التحدي الثامن فهو تحدي الروحانية والثقافة الانسانية، فبالرغم من تكاثر اعداد المتدينيين في البلدان العربية والاسلامية فقد راحت هذه المجتمعات تفتقد الى روحانية انسانية عميقة، وبالرغم من ازدياد حملة الشهادات الجامعية الا ويلاحظ المرء تردي في الثقافة بابعداها الانسانية والحضارية.
أما التحدي التاسع فهو مجتمع الغيبيات والتكفير الذي حل مكان التفكير والتشخيص المعرفي والتحليل العلمي وثقافة استخدام العقل في فهم وتمحيص الامور وفي التواصل مع العالم من حولنا.
وأخيراً تمرالمنطقة العربية في حالة من انسداد الافق، وغياب للرؤية المشتركة التي تجمع ولا تفرق، وتربط ولا تفتت وتفتح ابواب الفكرعلى مصارعيه بدل أن تكفره.


وخلصت الوثيقة الى ان مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط مرتبط ارتباطاً وثيقاُ بمستقبل الشرق الاوسط ذاته، وأكدت ان ما من حل ديني مسيحياً كان او اسلامياً لهذه التحديات، مع التأكيد ان الدين يمكنه أن يشكل عاملاً مساعداً في تطوير المجتمعات وتقدمها.
كما وحثت الوثيقة مسيحيي الشرق على تطوير خطاب ديني يؤسس ويعزز مجتمع المواطنة والمساواة، ويدعو مسيحيي الشرق للتمسك بأوطانهم وبشهاداتهم وللانخراط في مواجهة التحديات متسلحين بإيمان واع وفاعل ومشاركة مجتمعية فعالة.
وشددت الوثيقة على قيم الوحدة في التعددية، والمواطنة المشتركة وعلى ثقافة الحياة بدلاً من ثقافة الموت، وعلى أهمية التفكير والتخطيط والعمل معاً بروح الفريق لصلاح البلاد

 

Share:
Top